"أنا نازل نهار 13 يناير"، و معناها
أنا سأنزل يوم 13 يناير؛ هي دعوة أطلقها مجموعة من الناشطين، و من بينهم أعضاء في حركة
العشرين من فبراير من أجل التظاهر يوم 13 يناير 2013 و هو اليوم الذي يصادف عطلة الأحد
الأسبوعية، و قد وجدت دعوتهم هذه، صدى كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت
مجموعة من الصفحات تتبنى نفس اللوغو و نفس الفكرة، و قد وصل في ظرف وجيز عدد المعجبين
ببعض الصفحات إلى أزيد من 1000 معجب. و لمعرفة المزيد عن أهداف و أسباب إطلاق هذه المبادرة
و الجهات التي تقف وراءها، أجريت مقابلة مع الناشط محمد الفجري صاحب النداء الرسمي الأول عبر الفيسبوك و اليوتيوب للتظاهر يوم
الثالث عشر من يناير، و هذا نص الحوار :
13 يناير، هل هي حركة
احتجاجية أم مجرد دعوة للإحتجاج؟
نداء
13 يناير هو دعوة للإحتجاج على المستوى الوطني،موجهة إلى النقابات والهيئات
السياسية والحقوقية والجمعوية،إنه بمثابة يوم وطني للإحتجاج ضد الحكرة والظلم
والقمع الذي تواجه به الإحتجاجات السلمية وتأكيد على ألا شيء تغير،بل هناك من يسعى
إلى إعادة المغرب إلى ما قبل 20 فبراير،أما بخصوص إمكانية تحويلها إلى حركة،فذلك
سابق لأوانه،ولا ننوي أبدا تحويل-نداء 13 يناير-إلى حركةلأننا لن نستنسخ
التجارب،وتحويل النداء إلى حركة يتطلب فتح نقاش عميق بين كل الفرقاء من جهة
والشباب من جهة ثانية،لصياغة -خارطة طريق-ترسم خطوط المغرب الذي نريد والتغيير
المنشود.
هل لحركتكم أو دعوتكم الاحتجاجية مطالب
معينة ؟
أكرر
لك أننا لسنا حركة ولا أعرف من يسعى إلى خلق هذه البلبلة عند الجماهير،إننا إذا
أردنا تحويل نداء 13 يناير إلى حركة،فلن يكون ذلك على الفايسبوك، بل على أرض
الواقع وعبر ندوة صحفية رسمية،إن نداءنا هو فقط دعوة للإحتجاج الوطني تحمل
إسم-نداء 13 يناير-يضم مطالبا تنهل من حركة 20 فبراير مع بعض المطالب ذات الصبغة
الإستعجالية مثل إلغاء الزيادات والإفراج عن المعتقلين السياسيين ومن ضمنهم معتقلو
حركة 20 فبراير والرفع من الأجور وعدم التضييق على النقابات تشغيل المعطلين والكف
عن قمع الإحتجاجات السلمية،إن نداء 13 يناير هو لحظة لإثارة الإهتمام لمن يعنيهم
الأمر...إن الكيل طفح..وأن صوت الشعب سيظل يصدح ضد الفساد والإستبداد،وفرصة أيضا
لوضع الإختلافات الإيديولوجية جانبا،والتكتل ضد المفسدين في هذا اليوم
هل لهذه الدعوة تنظيمات سياسية تساندها
و تدعمها؟ ام هي دعوة على الفيسبوك؟ خاصة و أن الدعوة تظل مجهولة المصدر؟
نداء
13 يناير،هو نداء مفتوح وجهناه عبر الموقع الإلكتروني-يوتيب-وأُرسل إلى
الصحافة،وأعتقد أن كل الهيئات،تعلم الآن أننا سنخرج إلى الشوارع في مظاهراتنا في
كل المدن يوم 13 يناير،لم نتصل بأي هيئة مباشرة،نظرا لضيق الوقت،وأعتقد أن الهيئات
السياسية لن تكون أبدا ضد مطالب الشعب المغربي المشروعة مهما كان تحليلها للواقع
السياسي،ومهما كانت نظرتها الإستراتيجية لسبل التغيير،نحن وجهنا النداء،وهنا ينتهي
دورنا...الكرة الآن في ملعب السياسين والنقابيين،أما بخصوص ما يشاع من أن الدعوة
مجهولة المصدر،فأعتقد أنني أتحدث إليك بشكل مباشر ولا أختفي وراء قناع،ونداءنا كان
وسيلة لقطع الطريق عمن يخطط لتمييع احتجاجات الشعب وزرع الإرتياب في مثل هذه
الدعوات الإلكترونية،الدعوة إلى الإحتجاجات مسؤولية ووضوح،لدينا مطالب واضحة لا
أحد في المغرب يعترض عليها إلا الجهات التي لها مصلحة في بقاء الوضع كما هو
عليه.ومنذ بث الفيديو أصبح الجميع يتعاملون مع الأمر بجدية وليس بنظرة ارتياب كما
كان يحدث في البداية مع الفيديو المجهول
هل لموعد 13 يناير رمزية معينة؟
هذا
التساؤل طُرح أيضا قبيل تأسيس حركة 20 فبراير،ففي البداية وأنا من بين مؤسسي حركة
20 فبراير،لا زلت أذكر أن الشباب تسرعوا وأعلنوا من جانب وحيد عن تاريخ 27 فبراير
للنزول للشوارع، فحدث أن صادف هذا التاريخ ذكرى إعلان البوليزاريو،فتقاطرت علينا
الإتهامات بالتخوين والتآمر على البلاد،وبعد ذلك فتحنا نقاشا جماعيا،فاقترحت
صفحتنا آنذاك 3 مارس أو 6 مارس،لكن في الأخير اتفقنا على تاريخ 20 فبراير كحل
وسط،وأفشلنا خطط خصوم التغيير،ولبى الشعب نداء شباب ضاق ذرعا بالإستبداد وامتهان
الكرامة،إن نداء 13 يناير هو اختيار ليوم الآحاد وهي أيام العطل الرسمية في
البلاد،حتى يتسنى للجميع المشاركة في تظاهراتنا السلمية.
إطلاق دعوة جديدة للتظاهر بعد
2 سنتين من الاحتجاج قادته حركة 20 فبراير، هل معناه موت هذه الحركة في نظركم؟
أبدا..نداء
13 يناير هو لحظة لدق ناقوس الخطر بالنسبة إلى من يسعى ويحلم بإعادة عقارب ساعة
الحرية إلى الوراء،وهو رسالة قصيرة -إس إم إس-لمن يعتقد أيضا أنه حان الوقت لقطف
رؤوس المناضلين ضد الإستبداد بعدما توهموا أن الظرفية يسمح بذلك،إن نداء 13 يناير
ينطلق أساسا من زخم حركة وكفاحية حركة 20 فبراير،وهذه رسالتي المباشرة لمن يريد الإصطياد
في الماء العكر أو يريد استهداف حركة 20فبراير أو التآمر عليها عبر الركوب على هذه
المبادرة.وحتى لأي جهة تريد زرع البلبلة وسط الحراك المغربي من منظور وحيد متطرف
ومتعصب،يتعارض ويرفض الديمقراطية ومدنية الدولة.
هل تتوقعون استجابة المواطنين لدعوتكم على
غرار الدعوة التي أطلقتها حركة 20 فبراير قبل سنتين؟ و هل تنتظرون انضمام التنظيمات
اليسارية و الإسلامية المعارضة لدعم تظاهراتكم؟
إذا
كنا قد ظهرنا بوجه مكشوف وبشكل علني ومطالب واضحة،فإن مسألة انتظار رد فعل الهيئات
السياسية ينتفي فورا....فهو نداء موجه لكل المغاربة ،لكن تحت شعار إسقاط الفساد
والإستبداد و السلمية.،أما عن انضمام المواطنين فواقعهم المزري الذي يعيشونه يؤكد
أنهم سينزلون للشوارع يوم 13 يناير تلبية للنداء الذي يختزل معاناتهم،إن الدعوة
لاقت نجاحا باهرا وانتشارا كبيرا في كل أرجاء المغرب،أعتقد أن يوم 13 يناير لن يكون لحظة نمر عليها مرور
الكرام
كيف تتوقعون تعامل السلطات معكم يوم 13
يناير، خاصة في ظل التدخلات العنيفة التي تواجه بها التظاهرات الاحتجاجية؟
في
نداءنا،أخلينا مسؤوليتنا من كل تشويش يمكن أن يحدث لأي شكل احتجاجي،لقد دعونا
الجماهير إلى الإلتزام بالسلمية،ودعونا بالمقابل السلطات المغربية إلى عدم استفزاز
الجماهير،وأعتقد أن الأصل هو حرية التظاهر السلمي والإستثناء هو القمع،إنني أوجه
رسالة إلى أي جهة قد يبدو لها الوقت مناسبا لجني مكاسب سياسوية ضيقة وذنيئة من
وراء نداء 13 يناير،وذلك بتحريفها عن مسارها الطبيعي أو شعاراتها،المضمنة في
الفيديو الرسمي الذي ظهرت فيه شخصيا وبشكل علني،وعلى السلطة ألا تسهل هذه العملية
أو تتورط فيها عن طريق استفزاز المواطنين أو محاولة منع مسيراتهم،فنحن متشبثون
بالإحتجاج السلمي كما تضمنه كل القوانين ،ولا نضع نهائيا في اعتبارنا(مزاج
السلطة)أو مخططاتها.
إلى أي حد كانت نواقص 20 فبراير حاضرة أثناء
تحضيركم لهذه التظاهرة؟ و هل استفدتم من أخطاءها؟
نعم....حينما
أطلقنا النداء استحضرنا بعض أخطاء حركة 20 فبراير،فتجارب النضال دائما لها أخطاء
وعترات،والأفضل ألا نبرر أخطاءنا وإنما نتجاوزها،ونقدم نقذا ذاتيا وداخل حركة 20
فبراير،لا خارجها....من بين الأخطاء،هو انحسار الموكونات السياسية في مسألة سقف
المطالب وهو صراع يشبه-صراع الديكة-،فيما هناك نقاش آخر يجب فتحه داخل الحركة،هو
الوضوح،وضوح الرؤية والأهداف والوسائل،ومسألة مد جسور الثقة بين جميع
الأطراف،التغيير لا تقوم به فئة دون أخرى،بل يقوم به الشعب جميعه،نحن لسنا
بلانكيين،وبالتالي علينا طرح سؤال واضح ،نُجيب عليه بجواب واضح أيضا.وهذه الأخطاء
يمكن تجاوزها،لكن نداء 13 يناير لا علاقة له بهذا كله،بل هو لحظة توحد كل من وجهة
نظره،ومناسبة لفتح نقاش عميق ومسؤول عن سبل التغيير الممكنة في بلدنا.ولا هو
باشقاق عن حركة 20 فبراير،بل إن صاحب النداء لا زال عضوا في حركة 20 فبراير وهو
أحد مؤسسيها..
ما القيمة المضافة التي ستضيفها 13 يناير
للحراك الاحتجاجي في المغرب؟
علينا
أن نتحدث عن قيم مضافة،وليس عن قيمة مضافة،أولها أن الحراك لن يقف عند زمن أو
تاريخ معين،فالنضال ضد الظلم والحكرة هو رد فعل طبيعي عن رد فعل غير طبيعي،فمادام
الظلم في بلدي،إلا وأن هناك أحرار سيرفضون هذا الظلم،سينهجون كافة السبل السلمية
لرفعه،ونداء 13 يناير هو فرصة كما قلت لتجاوز الأحطاء والعترات وفسح مجال للمقارعة
الفكرية،بدل التعصب وأيضا مد جسور الثقة،وطرح السؤال ،أي مغرب نريده؟؟ ماهو
التغيير الذي ننشده؟؟ ماهي الآليات والوسائل؟؟ لقد دقت ساعة الوضوح،ومضى زمن
الإختباء في شعارات طنانة،وتحتمل تأويلات كل من زاوية منظوره،فمصلحة المغرب فوق
الجميع،هذه قناعتي الثابتة.
أجرى المقابلة : نبيل بكاني
تم النشر أيضا على:
www.anbae24.com
www.nashess.com
www.rue20.com
www.aljazeeratalk.net
www.nashess.com
www.rue20.com
www.aljazeeratalk.net
0 التعليقات