بعد جدل دام طويلا بين فئة مصرة على الإبقاء
على محدودية سقف مطالب حركة 20 فبراير، معتبرة أن للمغاربة إجماع حول النظام الملكي،
و أن الإصلاح ممكن من داخل الملكية،و فئة أخرى مطالبة بكسر هذا السقف. بل إن البعض ربط عدم مشاركته في تظاهرات حركة 20
فبراير بمحدودية سقفها الذي لا يستجيب لرغبة عموم المغاربة، حسب إدعاءهم. إلا أن نداء
13 يناير، و الذي يبدو أن جهات ما تدخلت بكل ثقلها لتحويره و الركوب على الصدى الذي
خلفه، في محاولة لخلق بديل لحركة 20 فبراير التي
بدت لهم أرضيتها المطلبية أقل من طموحاتهم الثورية،
حيث أن النداء على اليوتيوب اكتفى بالتشبث ببعض مطالب 20 فبراير إلى جانب مطالب تهم جيب المواطن المتضرر من الزيادات الأخيرة، لكن يبدو أن يدا ما لعبت بهذا النداء، و حولته إلى دعوة ثورية عارمة، و وضعت له هيأة عليا للثورة (صفحة الهيأة العليا للثورة على الفيسبوك)، و شرعت في ابتكار الخطط و في استيراد وصفات جاهزة من ثورة 25 يناير المصرية، كأساليب مراوغة قوات الأمن و العلاجات الفعالة لتخفيف تأثير قنابل الكريموجين التي ستقذفهم بها قوات الأمن. إلا أن قوات الأمن التي نزلت في وقت مبكر لم تجد في الشوارع تلك الحشود و الجماهير الثورية الغاضبة التي ستواجهها.
حيث أن النداء على اليوتيوب اكتفى بالتشبث ببعض مطالب 20 فبراير إلى جانب مطالب تهم جيب المواطن المتضرر من الزيادات الأخيرة، لكن يبدو أن يدا ما لعبت بهذا النداء، و حولته إلى دعوة ثورية عارمة، و وضعت له هيأة عليا للثورة (صفحة الهيأة العليا للثورة على الفيسبوك)، و شرعت في ابتكار الخطط و في استيراد وصفات جاهزة من ثورة 25 يناير المصرية، كأساليب مراوغة قوات الأمن و العلاجات الفعالة لتخفيف تأثير قنابل الكريموجين التي ستقذفهم بها قوات الأمن. إلا أن قوات الأمن التي نزلت في وقت مبكر لم تجد في الشوارع تلك الحشود و الجماهير الثورية الغاضبة التي ستواجهها.
لقد كشف هذا النداء الوهم الكبير
الذي عاشت متشبثة به هذه الجهات الثورية غير المعلنة، و التي لم يظهر لها أثر في الشارع،
حيث بدت ساحات المدن التي أكدت البيانات على صفحات 13 يناير أنها أعلنت تلبيتها للدعوة
و ستنزل في مسيرات أو وقفات صبيحة يوم الأحد 13 يناير 2013، بدت هذه الساحات شبه خالية
من أي متظاهرين أو محتجين، و لم تسمع صرخات الشعارات الثورية كما كان منتظرا لدى البعض،
و لا صفارات إنذار مصفحات الأمن التي تابعناها خلال أيام الثورة المصرية، الشيء الذي
خلف نقاشا حادا على صفحات الفيسبوك، بين مستهتر و مستهزئ بالدعوة و بأصحابها، و بين
معتبر إياها مؤامرة مدعمة من خارج الحدود، فكل الساحات بدت خالية في غالب الأحيان و
إن كانت بعض المجموعات قليلة العدد ظهرت لكنها لم تعلن عن أي شكل من أشكال الاحتجاج.
ربما يكون عدم الالتفات لهذه المبادرة من
طرف المغاربة، تعبيرا مغربيا محضا، على أنهم نعم، شعب متمكن من ثقافة الإحتجاج، و الذي
لم تخلوا منه ساحة من ساحات مدن و قرى البلاد، خاصة عقب الزيادات الحكومية في الأسعار
و التي مست حياتهم المعيشية بشكل واضح، و أنهم شعب يملك كل أدوات الإحتجاج السلمي،
لكن لهم خصوصياتهم الثابتة التي لا يمكن زعزعتها أو احتقارها، و أن الإحتجاج عندهم له أعرافه و قوانينه، و لا يمكن لهم الانسياق بسهولة
نحو أي دعوة أو نداء للخروج، ما لم تحترم فيه كل شروط الوضوح في الرؤيا و احترام خصوصياتهم كمغاربة.
لقد تبين لدعاة "اللاسقف و اللاتسقيف"
أن مطالبهم مستحيلة التحقق و أن المغاربة دائما متشبثون بسقف يحميهم من الأمطار و ضربات
الصواعق. و يا للصدف فيوم النزول و الزحف سخرت فيه أمطار الغيث الذي انتظرها إخواننا
الفلاحون بكثير من الصبر الممزوج بالقلق و الأمل في رحمة الخالق سبحانه و تعالى، و
هو ما دفع ببعض المعلقين الفيسبوكيين إلى إرجاء سبب عدم تلبية نداء الخروج، إلى تقلبات الجو التي شهدت هذا الصباح تساقطا للأمطار في بعض المناطق و إنذارا
بتساقطها في مناطق أخرى.
نشر أيضا على :
www.anbae.com
www.rue20.com
www.lakome.com
www.lakome.com
www,aljazeeratalk.net
0 التعليقات