من سرقة لحمة من المال العام الى الزج بعجوز تسعينية في السجن


بعد "فضيحة" اللحمة التي تداولتها الصحافة و نشطاء الويب؛ و ان كان الأمر هنا لا يتعلق بموضوع عن لحمة فاسدة، و انما عن قطعة لحم تافهة لا تغني و لا تسمن بل قد لا تشبع جائعا اذا قُسّمت على أسرة ممتدة أو متعددة الأفراد. قطع لحم صغيرة و سمكتين و دجاجة الى جانب بعض المنكهات الطبيعية؛ وجدت بمتاع مدبّرة منزل تشتغل في مسكن الوالي زينب العدوي –محافظ اقليم شراردة الغرب بني الحسن- و هي تهم للخروج من المنزل، ليتم تسليمها الى الشرطة و بسرعة البرق ستحاكم بستة أشهر سجنا مع النفاذ و 50 يورو غرامة، لتأخذ القضية منحى آخر بفضل التداول الاعلامي و الضغوط الحقوقية،
انتهت بتحويل الستة أشهر من الحبس النافذ الى الموقوف التنفيذ؛ و بعد فضيحة اتهام وزير الداخلية محمد حصاد أمام نواب الأمة بالبرلمان، الجمعيات المغربية العاملة في مجال حقوق الانسان بالتواطئ مع جهات خارجية تستهدف سمعة المغرب واصفا اياها ب"كيانات تعمل تحت يافطة حقوقية"؛
و بعد "فضيحة" وصف والي آخر الجمعيات المغربية ب"أعداء الوطن"؛ هاهي فضيحة أخرى تتفجر، لكن، و بكل أسف، هذه المرة، الموضوع انساني الى أبعد درجة، و هو أشد ألما من سابقه، و يتعلق بسيدة فلاحة تعيش أواخر عمرها و يتجاوز سنها 90 عاما تعاني من عدة أمراض. هذه السيدة و بدل أن تجد نفسها تحت رعاية المؤسسات الاجتماعية العمومية –هذا ان كنا نتوفر أصلا على مثل هذه المؤسسات- و احاطتها بالرعاية و العناية و التطبيب و الدعم الروحي و التضامني كما تنص نصوص دستور 2011 -المختلف بشأنه- قد وجدت نفسها، في لحظة غابت فيها العدالة البشرية و روح القضاء الذي وُضعت تشريعاته لتصون مجتمع الانسانية و تحميه من كل اختلال قد يصيب موازينه، وجدت نفسها خلف قضبان الزنازين المظلمة تصارع وحشة الظلام و الظلم و الاحساس بالخدلان؛ خدلان المجتمع و مؤسساته العامة التي من المفروض أن تحمي هذه النفس المتألمة المغبونة في حقها الانساني، ودون مراعاة لسنها و لا لوضعها الصحي أو حالتها المعنوية، و دون أن تكون قد اقترفت ما يستحق الزج بها في غياهب السجن الموحشة.
هكذا، اذن، يرسم المغرب صورته المشرّفة المشرقة للعالم و هو يستدعي وفودا دولية و مدافعين عن حقوق الانسان من مختلف أنحاء المعمورة في أكبر لقاء عالمي للدفاع عن حقوق الانسان في العالم، و الذي من المزمع عقده في مدينة مراكش أواخر نوفمبر القادم...
وللموضوع بقية...
     
ط§ظ„طھطµظ†ظٹظپط§طھ :

0 التعليقات