المغاربة يستقبلون عامهم الجديدة




احتفل المغاربة ليلة الاثنين 31 ديسمبر كانون الأول، على غرار باقي شعوب العالم، استقبالا لعامهم الميلادي الجديد، في ظروف محلية و إقليمية مليئة بالأحداث و المتغيرات، حالمين بتحقيق ما لم يتحقق خلال السنة المنتهية من أحلام و أماني، البعض يحدوه الأمل و البعض الآخر ينظر إلى الآتي من الأيام بنظرة متشائمة.
انتهت سنة 2012 بكل ما حملته من أحداث سارة و تغييرات، و من مآس و نكبات، و في ظل أوضاع معيشية يجد فيها المغاربة أنفسهم في تخبط يومي..  يبقى لكل فرد انطباعه الخاص حول السنة المنتهية، و استشرافه لأفق السنة الجديدة.
سألت بعض الأشخاص من الجنسين و من فئات عمرية و مهنية مختلفة، حول هذه المناسبة الاحتفالية، و كان ردهم كالتالي:

"أحمد" (مدرس ابتدائي): أنا شخصيا أفضل الاحتفال برأس السنة الهجرية، فهي تبقى تقليدا راسخا في ثقافتنا الشعبية و الدينية، أما الاحتفال بالسنة الميلادية فهو من المظاهر التي تخص النصارى، و التي يتوجب علينا كمسلمين مخالفتهم فيها، و رغم أن أسرة زوجتي تحتفل بهذه الليلة، إلا أني أفضل أنا لا أحتفل بها.
لكن فيما يخص مشاركة المسلمين جيرانهم المسيحيين، خاصة المقيمين في بلاد المهجر، فأنا شخصيا أجده أمرا محمودا، فهو من جهة يخلف انطباعا جيدا عن المسلمين، ما قد يؤثر إيجابا في نظرتهم للإسلام، و لما لا، فقد يدخل بعضهم إلى الدين الإسلامي. و من جهة أخرى، تبقى مظاهر السرور و الفرح التي تطبع هذه المناسبة الدولية، عاملا قد يساهم إلى حد ما في التقريب بين الشعوب و خلق جو من التعايش و السلم فيما بينهم.

بينما اختار زميله في العمل "محمد" التكلم عن أوضاع المدرسة العمومية خلال السنة المنتهية و تطلعات موظفي التعليم للسنة القادمة، يقول:
لقد عرفت المدرسة العمومية خلال سنة 2012 بعض الإصلاحات في البنية التحتية على مستوى جميع أقاليم البلاد، لكنها في الواقع تظل ضعيفة جدا و لا تلبي طموح القطاع، فالفصول الدراسية أصبحت تعاني كثيرا من الاكتظاظ، و المنظومة التعليمية لم تتغير و أوضاع المدرسين تدهورت خلال هذه السنة بشكل كبير، فضلا عن معاناتنا من قرار الوزير بمنع مزاولة الدروس الخصوصية، و إن كان لهذا القرار بعض الإيجابيات، إلا أنه لم يأخذ بعين الاعتبار الحالة المادية المتردية للأساتذة و المعلمين، كذلك، فالقرار تسبب في مشكل كبير للمؤسسات التعليمية الخصوصية، بسبب اعتمادها الكبير على الكوادر التعليمية العمومية لسد الخصاص الذي تعانيه. نعاني كذلك من المذكرة الوزارية الأخيرة التي تنص على رفع ساعات العمل الأسبوعية إلى الثلاثين ساعة، و قرار الإقطاع من أجور المضربين، رغم أن الإضراب حق مشروع لكل موظف.

أما  "محمد ع." (ناشط بحركة العشرين من فبراير)، فيقول متفائلا:
كل ما أتمناه خلال السنة الجديدة، أن تتحقق مطالب الشعوب الثائرة، من عيش كريم و تنمية و عدالة اجتماعية و محاكمة للظالمين، و أن يستفيد الجميع من التعليم ، و تختفي الأمية.
و بالطبع، لن تكون سنة 2013، إلا سنة التغيير الإيجابي في شأن مطالب الشعوب التي رفعتها حركات التحرر، مادامت هذه الحركات قادرة على حشد الجماهير من خلال نزولها المستمر إلى الشارع و الميادين العامة، ما سيضمن لها القدرة على كشف فساد و استبداد الأنظمة الحاكمة و مواجهتها من خلال المشاركة الجماهيرية في التغيير.

بينما "عزيز" (جزار) و الذي كان يجلس في المقهى يرتشف فنجانه بكل هدوء، فيقول بنبرة صوت صارمة:
نعم ثمة تغيير! فالمسئولون و الأغنياء استفادوا هذه السنة من العديد من الامتيازات و ارتفعت ثرواتهم في ظل اتساع الفساد، أما الفقراء و البسطاء فأوضاعهم من الحضيض إلى الحضيض، كل ما يخص المعيشة اليومية للمواطن ارتفع، إلا الحقوق فهي تتقلص.

بينما عبرت "نتالي" (طالبة) و بشكل مرح، مجيبة عن سؤالي حول أوضاع المرأة المغربية و حقوقها:
 وضعية المرأة ؟!.. المرأة تم إفسادها بكثرة ما منحت من حقوق، لقد أصبحت صعبة المراس. و رغم أن الحقوق تتحسن شيئا فشيئا، لكنها تبقى ناقصة و لا تلبي الطموح، و مازالت لا تلاقي التقدير و الإحرام في الشارع. و أولا و أخيرا، نحن نعيش في المغرب و ليس في أوربا، و مهما فعلنا فلن نصل إلى ما وصلت إليه الدول الأوربية في مجال حقوق المرأة.

أما شباب الفيسبوك فلهم أيضا نظرتهم الخاصة و الواقعية لما يعرفه الوضع العام بالمغرب، و عن حقوق المرأة، تقول "حياة":
 حقوق المرأة في المغرب موجودة فقط على الورق، أما الواقع فشيء آخر، و الحكومة التي تسير الشأن العام، لا تحترم حقوق الإنسان في عمومها، فهل ستحترم حقوق المرأة، و هذا الأمر ينطبق أيضا على الشباب في الشارع، فهم لا يعطون المرأة ما تستحق من احترام، لأنهم عموما يعتبرونها مشروع علاقة جنسية لا أكثر.
أما "بادي" (إسم مستعار على الفيسبوك) فهي تستبعد أي تحسن قد تشهده السنة الجديدة، تقول :
 مثل السنة الماضية لن يكون هناك أي تغيير نحو الأفضل، فالأمور ستسير نحو المزيد من التأزم على المستوى المعيشي، فالناس تموت من الجوع و البرد، لقد اتسعت رقعة البطالة كثيرا و الجميع فقد الثقة في الدولة، و هذا ما تؤكده كثرة الإنتحارات التي تشهدها البلادنسمع عن الكثير من التدشينات في البلاد، لكن، لا نرى شيئ على أرض الواقع.

الموضوع نشر أيظا على
www.anbae24.com
ط§ظ„طھطµظ†ظٹظپط§طھ :

0 التعليقات