ط§ظ„ظƒط§طھط¨ : Unknown
×
7:14 ص
نبيل بكاني ومحمد بنبا – الجزيرة توك – المغرب
عند الساعات الأولى من صباح الجمعة (14 ديسمبر 2012)، بدأ توافد أنصار
جماعة العدل والإحسان والمتعاطفين معها وأيضا مريدي الشيخ عبد السلام ياسين
لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان المرشد الروحي للجماعة، الذي وافته
المنية يوم الخميس عن سن الرابعة والثمانين سنة.
الهاجس الأمني كان مخيما على الوضع بالعاصمة الرباط، حيث يوجد مسكن الشيخ
ياسين ومقر الجماعة المحظورة، وقد عملت السلطات منذ وقت مبكر على نشر
تشكيلات أمنية مختلفة ومكثفة بالزي المدني والرسمي والعشرات من سيارات
الشرطة على امتداد المسلك الذي سيسلكه موكب التشييع.
كما شوهدت مركبة مصفحة مزودة برشاشات مائية تابعة لقوات التدخل السريع
بمحيط مسجد السنة، وهي في كامل التأهب لأي طارئ، كما تم إغلاق شارع محمد
الخامس و المنافذ المؤدية له، حيث توجد بناية البرلمان والعديد من الدوائر
الحكومية.
أما أمام منزل عائلة الشيخ ياسين بمنطقة بئر قاسم بحي السويسي، فقد تجمهر
حشد كبير من الناس وبينهم مقربون من الشيخ الراحل وأعضاء الدائرة السياسية
للجماعة والعديد من الوجوه السياسية البارزة، وفي حدود الساعة الحادية عشر
قدمت سيارة الإسعاف لنقل الجثمان حيث تم إغلاق الباب الخارجي للفيلا مباشرة
بعد دخولها وذلك بعد محاولة العشرات من المحبين للشيخ اختراق عناصر اللجنة
التنظيمية قصد إلقاء نظرة على نعشه، لتتوجه بعد ذلك الجنازة نحو مسجد
السنة وسط المدينة القديمة بالرباط، حيث عرف محيط المسجد تطويقا بقوات
الأمن بمختلف تلويناتها.
ومباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة، همت حشود غفيرة بعشرات الآلاف مرافقة موكب
الجنازة نحو مقبرة الشهداء عبر باب السفراء حيث وقع خلاف بسيط بعد أن أصر
بعد المرافقين على تحويل مسار الجنازة نحو شارع محمد الخامس، وهو ما أدى
بالسلطات إلى التذكير بالمرور عبر شارع المولى الحسن مستعملة المكبرات
الصوتية، ولوحظ غياب تام للحضور الرسمي للمسئولين و وزراء الحكومة،
باستثناء مصطفى الرميد وزير العدل والحريات الذي رافق الموكب
كما شوهدت العديد من الوجوه السياسية والحقوقية والفنية اللامعة من مختلف
التوجهات الفكرية و السياسية، ومن ضمنها محمد بن سعيد آيت إدر أحد أبرز
معارضي الحسن الثاني، ورئيس حزب النهضة والفضيلة ذو التوجه الإسلامي محمد
خالدي ومحمد المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري الغير مصرح له
والناشط الحقوقي خالد سفياني ثم الفنان الساخر أحمد السنوسي والمنشد الديني
المقرب من الجماعة رشيد غلام والذي ظل متشبثا بالباب الخلفي لسيارة
الإسعاف التي تقل جثمان الراحل، إضافة إلى محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد
والإصلاح الذراع الدعوي لحزب العدالة و التنمية ورضا بن جلون القيادي بنفس
الحزب، فضلا عن حسن الكتاني وعمر الحدوشي من شيوخ السلفية.
وما أن وصول موكب الجنازة الذي كان يسير ببطء إلى أبواب مقبرة الشهداء
المجاورة لحي المحيط، حتى بدأت جموع من الناس في اختراق السلاسل البشرية
التي شكلتها اللجنة التنظيمية في محاولة السبق نحو المدفن وسط هتافات
التكبير.
وقد شوهد في وقت أسبق توافد بعض المراقبين الأمنيين قصد معاينة مكان القبر
الذي أريد له أن يكون بعيدا عن مدفن بعض الشخصيات المهمة في الدولة، و قد
تم تنظيف المكان من الأوساخ و نصب ثماني مكبرات صوتية بثت من خلالها تلاوة
القرآن الكريم، و بعد التئام الجموع تقدم الشيخ محمد العيادي الذي تم
انتدابه مرشدا مؤقتا بناء على قوانين الجماعة، ليلقي كلمة تأبينية حول
الراحل لخص من خلالها مساره و توجهه الفقهي المرتبط بالمنهاج النبوي و
القرآن الكريم، ليوارى بعدها جثمان الثرى في جو من الخشوع و الحزن.
هذا المقال نشر على المواقع التالية :
ط§ظ„طھطµظ†ظٹظپط§طھ :
0 التعليقات